أحدث الأخبار

م.ا.ش

محمد الزحيمي
هذا ليس إختصار لإسم إحدى وكالات المخابرات العالمية ولا حروّف مُتَقطـْٰعةَ لِفلَم خيال علمي ،وليست إحدى وكالات الإغاثة العالمية، إنما هو إختصار لمُسَمىٰ محلي خاص بنا في تعليم القنفذة، وهي الأحرُّف الأولى من مسمى (مراكز الحي شديدة السرية ) ، التابعة لقسم النشاط الطلابي بإدارة تعليم القنفذة.
أما القسم الأول من المُسَمىٰ (مركز الحي ) فهو مشروع أطلقتهُ وزارة التعليم يهدف لإختيار مدرسة في كُلْ حي تكون بمثابة مركز أنشطة لهذا الحي تؤدي المدرسة من خلالِهِ رسالتٰها المُجتِمعيةَ.
(شديد السرية ) وهذا الجُزَء خاص بنا في قسم النشاط الطلابي بالقنفذة. فأماكن هذه المدارس ولقائمين على هذا البرنامج والعاملين به مآ يعلمُهُم إلا قليلً من العلماء بالتعليم في محافظتنا، فلا تعّرفُ لهم أسماء، ولن ترى أبداً لهم صوراً، فهم أقرب إلى الأشباح !!
فإختيارهم ليس بالمُفاضلةِ أو التقدُمِ ، إختيارهُمْ يَتمُ عن طريق نوّلِ القدرِ (وهو جهاز نسيج خشبي أُستُخّدِمَ في القرن التاسع الميلادي في أوروبا المُظَلمةِ لإختيار القادة وكِبار المسؤّلين، يُتَركُ النوّلِ في غُرفةٍ مُظلمةٍ، وفي الصباح يجدوّنهُ وقد غَزَلَ إسم المُرشح للمنصب، واكتشفوّا بعد ثلاثمائة عام بأن حارس الغرفة هو من يكتب الأسماء ، بإيعازٍ من العالين! !! )
هذهِ الهٰالةْ والسٰريةْ التي أصبغها النشاط الطلابي بالقنفذة على مشروع (م.أ.ش ) ،جعلت من قسم النشاط الطلابي بالقنفذة أشبه ببيتٍ للرعبٍ، فكُلُ شيء فيه بالنسبة لي يبدؤ مخيفاً !!
لا تعرفُ متى يظهروّن ؟ ولا من أين يخرجون؟ ولا ماذا يعملون؟ أعرفهم بخيامهم التي ينصِبوّنها مرة أومرتين كل عام ويسمونْٰها أنشطة الكشافة.
عشرون عاما وأنا أعمل في ميدان التعليم مآ بين معلم ووكيل ومدير، ولم أشاهد يوما طالبا يحمل قلماً أو حقيبةً كُتب عليها النشاط الطلابي بالقنفذة، كنت أزوّرهُم مرةً كل عامٍ لأْخذِ مُباركتهم على (عقد) المقصف المدرسي، أدخُّل متردداً، وأُغادر مُسرعاً، فلديّٰ أطفال يحتاجونني. عشرون عاما لم ألمس أو أُشاهد من البرامج والمناشط مآيشفع لقسم النشاط الطلابي بإدارة تعليم القنفذة والذي تفوق ميزانيته السنوية ميزانية دولة كفوتونا (جنوب المحيط الهادي، وتخضع للوصاية الفرنسية ).
عشرون عاما يجلدُّنا المُنظّرين في الوزارة وفي إدارة التعليم بخُطبٍ عصماء عن النشاط الطلابي وأنه جُزءٌ من المنهج لاينفك عنه، لأكتشف بعد ذلك بأن مشرف المادة لايعرف حتى من هو مشرف نشاط تلك المادة !!
هذا التفكُك الأُسري في بنية الوزارة التنظيمية والذي إنسلخ على الإدارات التعليمية إنما هو من كثرة المُسمياتِ والأقسامِ والوحداتِ والتي لاتعّرف الهدف منها ! سألتُ ذات مرةٍ عن عدد الأقسام بإدارة التعليم، فصُعُّقتُ من الإجابة حين تجاوز العدد الأربعين، أجزمْتُ حِيّنْٰها بأن المدير نفسه ربما لايحفظ كل أسماءها؟ قُلتُ في نفسي إن عدد الوزراء في أمريكا التي يبلغ حجم اقتصادها 16 تريليون دولار (أكبر إقتصاد ) وتدير العالم هو أربعة عشر وزيراً، وتعليم القنفذة فيه أكثر من أربعين رئيس قسم ووحدة و مشروع ، فماذا يدير هولاء القوم ؟؟ هذا العدد الغير مُبرر من الأقسام والرؤاساء ،يُسمى في علم الإدارة ،نطاق التحكم ويتناسب عكسيا مع القدرة على التحكم، فكلما زاد هذا النطاق (عدد الأقسام ) قل التحكم وزادت العُزلة بين هذه الأقسام ،مما يؤادي إلى فقد المعلومة الصحيحة أو تشوُّهها في رحلتها لعبور صحراء التِيهِ التي تمتد أربعين قسماًً!
المُضحك في الأمر هو أن كل هذه الأقسام وكل هولاء الرؤاساء ينزِلوُّن فندقاً واحداً إسمه إدارة المدرسة، ويستقُّون معلوماتهم ويخدمهم شخصٌ واحدٌ، هو مدير المدرسة! تخيّل أن كُل قسم من الأقسام ألأربعين يحتاج ورقة واحدة من البيانات من مدير المدرسة كل يوم ، فإذا كان لدينا 668 مدرسة فإنه يصل للإدارة كل يوم ما مجموعه 26720 ورقة، وإذا تمادينا قليلاً في الحساب فإن العدد يصبح 587840 في الشهر ،أي مايقارب ستة مليون ورقة في العام الدراسي؟ ؟؟
لذا أقول إن أحسن إستثمار في هذا البلد هو المكتبات وتجارة الورق،طالما بقيت لدينا وزارة وإدارات الورق! !!

شاهد أيضاً

المرشد يطالب وزارة التعليم ب 4 ايام حضوري ويوم عن بعد

قال الكاتب عبد الرحمن المرشد أن الدراسة هذا العام تعتبر الأطول في تاريخ التعليم لدينا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x
تطبيق اونلاين تهامة القنفذة
تهامة القنفذة
حمل التطبيق من المتجر الان

الآراء  بدعم المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع