صحيفة تهامة القنفذة | اونلاين ..
مقالات مشابهة
سامي أبودش
مازال يحب نفسه ويمدحها بكثرة التحدث والكلام عنها ووصفه لها بالرفعة والكمال و و .. إلخ , أكثر مما يفعله أو يقوم به أو ينجزه لتكون مرآته الحقيقية هي الواقعة والظاهرة أمام الغير , فالأونية ما هي إلا مرض عدائي مع النفس اتجاه الغير , حيث تبدأ مع صاحبها ( مع كل أوني ) لتكون مرضا لقلبه وتغيرا لسلوكه وتفكيره حتى يحين وقت إطلاقه لسهامه القاتلة باتجاه نفسه أولا ثم باتجاه الغير أو بالأصح القريبين منه كثانيا ثم إلى مجتمعه كثالثا , كما أن المعالجة في مثل حالته تبدأ معه بالمواجهة وإفهامه بخطاه أولا بأول لا بالعكس , لأن في تركه وإهماله عن فعل ذلك ربما قد يتسبب في تفاقم مشكلته وشعوره بالكبر , وببلوغه إلى حد عدم المحاسبة من قبل أي طرف قد يصطدم معه تحت أي ظرف من الظروف , لذا .. عليك أيها الأوني أن تعالج نفسك بنفسك وكأول خطوة لتراجعها قبل أن يراجعك الغير عن اللوم والتقصير أو التقليل من الشأن أو عن النقص الذي يمتلكك ولكنك لا تحاول الاعتراف به أمامهم , وكون أنها تعتبر وبالنسبة لك الخطوة الهامة في حياتك بل هي الأفضل تماما في تحديد مصيرك وقبح كل تجاوزاتك وأخطائك في حال عدم تقبلك الرأي والرأي الآخر أو النصيحة أو أو .. إلخ من كل طرف آخر قد تتعامل معه , ولهذا .. ستحتاج أولا إلى تكذيب نفسك لا إلى تصديقها وتجنبك لفهمك الخاطئ مع مقارنة ذلك بما تفعله أو تنجزه بشكل يومي ومستمر , وكذلك بمحاولة تنزيل النفس ومحاسبتها عن كل خطأ بالجلوس مع نفسك , وبتدوين كل ما تفعله أو تقوم به في مدونتك الصغيرة للرجوع لها في وقت وأمس الحاجة , لذا .. عليك أن تعلم جيدا وأن تعي تماما بأن العلاج والشفاء بيد الله أولا ثم بيدك أنت لا بيد الغير , وكونك أنت ولوحدك من بيديه اتخاذ القرار الصائب بالتغير والتغيير لأن يتغير ويغير من حياته وطبعه وسلوكه وفهمه و و .. إلخ , ثم بإدراكك ومعرفة أن كثرة الأونية ( أنا وأنا وأنا ) ما هي إلا مرض ونقص عن الشخص الملقب بـ : الأوني المحب والمكثر بالكلام عن نفسه دائما , وفي الختام .. فإنني أتمنى ومن كل قلبي بأن تتقبل نصيحتي المتواضعة لك أيها الأوني .. الآ وهي : أن تحاول جاهدا البدء في معالجة نفسك بنفسك بعد كشفك لها مع الاحتفاظ بأونتك لنفسك .
