أحدث الأخبار
الرئيسية / المقالات / مرت. ..سنة

مرت. ..سنة

محمد الزحيمي :

مرت. ..سنة
وأنا بين أحلامي. ..أسافر وأتقلب . …تارة بثقلها أتوجع..وتارة يخالجها. …مايدخل على قلبي الطمأنينة. ..والأمل. …
مرت. ..سنة  وأنا أسافر في أحلامي. ..وكأن الدهر ضرب على أذني. ..فأسلمت نفسي لليل طويل. …منزويا في حجرة. ..من حجرات. ..وطني الكبير. ….
علي أمتع ناظري . ..بما يبدو أنه في الواقع مستحيل. ….
تراءت لي أحلام سوداء. ..توالت كالقطيع
فأينما أشحت بوجهي ثمت جريح ينزف….وأم ثكلا وصرخات طفلا  رضيع ….
أطللت بعيني من ثقب صغير يطل على حصاة  وشيء من رمل قليل. ..أولته حوزة طاهرة من وطني الكبير..
يحرسها رجال بهيبة الأسد  وصلابة الحديد. ..ومن حولهم تداعت  كلاب مسعورة…تجمعت على نباح سيد  لهم  في طهران….لم يجرهم يوما ولم  يسترلهم عورة ..
تتربص  .. غفلة  أو استكانة
لتنقض وتلغى بسموم لعابها  أواني الطهر والكرامة …
تكالب الأعداء  واصطفت  المجوس  وكل ما لهم من أذناب. .
وشوكة  في الخاصر مغروسة  هي أشد إيلاما  من كل سيوف المعمورة. …
أبناء. .وإخوة   أوهموا بأن الطريق إلى  الجنة. ..لا يكون إلا  على جثثنا. .ودمائنا  المهروقة. ….
آه. ..آه  ياوطني  أصابتك عين…حسوودة. .
أغلقت ثقب نافذتي. … و قلبي ملؤه  الطمأنينة. … كيف. .لا
والراقي سلمان. …. والمطبب هو من كان لسفينة الأمن  ربان.
ولجام العاديات بيد إبن أبيه ….محمد …إبن سلمان. ….
مرت سنة . .. …
عدت إلى داخل المنزل الكبير. .منزل  حباه الله  طهرا  ورفعة  ببيت أمنه للطائفين. .. ويسكن في ثراه  خير الأولين و الآخرين  . ..وأنا على يقين تام. ..بأننا بما أنزل  الله إلينا  من خير  واعين
وأننا سنبني بحبات رمله المخضبة  بمسك دماء الشهداء… ..صروحا لم يرى  العالم لها مثيل  …..
أخذت  أتجول . ..بين حجراته. .. أحسست بدفء جدرانه أستنشقت عبق التاريخ والأصالة. ..من حبات رماله. ..صفت روحي الشاردة. ..بصفاء  بحره. .وسمائه. …
حق لهم أن يحسدوني على وطن. ..هو للتاريخ والجغرافيا والإنسان. ..أصل الحكاية. ….
مرت سنة…..
أفقت. ..بعد أن رمى طفل  حجرا. ….غير بعيد
أفقت. .. وليت أني لم أفيق . …..
أفقت بعد. ..أن مرت سنة. …  والعالم من حولي . .يحتفل بعام جديد. ….
أخذت أتفقد ماحولي. …وألتمس أي جديد. …
لا شيء تغير. ..حولي  إلا  أوراق. ….التقويم. ..
فما زال كل شيء حولي … كما كان  بالأمس  وكأنني لم أغيب  مازال كوب الشاي ساخنا. ..كأني لم أنم عاما. ..يحسب في عمر الأوطان بأنه  مديد  …….
مرت سنة  . …
ساءلت السيارة. .. ركبانا. ..ورجالا. ….عن أحبتي من رفحاء   إلى  صلاصل. …ومن  بقيق إلى  البقيع . …
أما زالوا  يحلمون بمأوى ذا حجرتين جدرانه من طين وحصير. …أم تحقق لهم وعيد الإسكان . ..ببيوت سقفها من فضة …. ومعارجها ذهب. …وستائرها من حرير  …
مرت سنة. ….
ساءلت عن أهل جدة. … هل مازالوا. . بالتراب يغتسلون
هل مازالوا …يخشون الغرق في دموع آهاتهم. ..كلما لاح بالأفق عارضا …أو تنبأ  بالخير الحاسبون   . …
هل مازالت مساجدهم تشكو صبيحة الاستسقاء. …قلة المأمنين  أم اوفت أمانتهم. .. وأسكنتهم ببابل واستبدلت الكباري والانفاق بحدائق  وورود  الياسمين …..
مرت سنة. . . . .
ساءلت عن أهلي القاطنين في حجرة. ..من حجرات الوطن الكبير. ..
حجرة صغيرة. ..لا شرقية ولا غربية ….تتوسد السراة طولا
وتطل  نوافذها. .على بقايا  قوارب مبعثرة. ..كانت تسمى  الميناء العظيم. ….
هل تحققت أحلامهم  في ركوب  السماء. .أم مازال عش طائرهم
حلما على  ورق. ..مابين هيأة وأمانة بلا عنوان يسير  ……..
هل قامت صروح مستشفياتهم وكلياتهم. ..أم مازالت. .مجرد لوحات دعائية على  جنبات الطريق……
هل جانب  الظماء أبناءها  المنسين في هجرها وقراها
أم مازالوا يجلبون الماء على ظهورالحمير  …..
أما زال مطوروها يحسبون الجمال في قبعة البيك وشهرة ماك وأناقة العم كنتاكي العتيق. ….
حسبوها منة. …وأن اوراك الدجاج. …تسكت الإنسان عن كل شيئ. …حتى عن التفكير…..
مرت سنة. …..
ساءلت عن جازان وعبق الورد  والكادي ومهرجان الفل وزيارات الحريد. .. أما زالوا بها متباهين. …
أم أبدل إلا همال خضوب الحناء بكفوف صبايهم  بمراجيع أوشاما من  حريق. ….
أبعد ما تصدعت آمالهم غير بعيد. … وطاف بهم ضنك العيش لجورة العملاء ومن هم للمجوس طائعين خانعين …..
يشعل منزلهم طفلا مستهترا في يده نار  وفي الأخرى  حديد. .
لا شيء يدفعه. .. إلا إنه أمن العقاب. …ولا يخاف الوعيد. …
مرت سنة. ….
والاهات أكثر من الزفير. ….
عدت لزاويتي. …املا  أن يضرب على أذني  من جديد. ..
عدت لاشيء معي. .. إلا بضع وريقات  من التقويم
كتب على أولها. …بخط رفيع. … باي حال عدت يا عيد. ..

شاهد أيضاً

المرشد يطالب وزارة التعليم ب 4 ايام حضوري ويوم عن بعد

قال الكاتب عبد الرحمن المرشد أن الدراسة هذا العام تعتبر الأطول في تاريخ التعليم لدينا، …

2 تعليقان

  1. مقال جميل تحياتي لك

  2. جميل جدآ بالتوفيق ابا احمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x
تطبيق اونلاين تهامة القنفذة
تهامة القنفذة
حمل التطبيق من المتجر الان

الآراء  بدعم المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع