أحدث الأخبار
الرئيسية / بانورما / أسباب عدة توجب علينا إنقاذ دببة الباندا العملاقة

أسباب عدة توجب علينا إنقاذ دببة الباندا العملاقة

Image copyright
Binbin Li

لا تعد دببة الباندا العملاقة حيوانات وديعة ومحبوبة فحسب، بل إنها تشكل كذلك طوق نجاة بالنسبة للعديد من أنواع الكائنات الحية المستوطنة في الصين والمهددة بالانقراض.

من زاوية ما، تشكل دببة الباندا العملاقة أحد أكثر الكائنات الحية المهددة بالانقراض، والتي تحتاج إلى أموال وموارد لحمايتها من هذا المصير، وهو ما أسهم في تسليط الضوء في مختلف أنحاء العالم على مسألة حماية الحيوانات والحفاظ عليها.

لكن على الجانب الآخر، فتلك الدببة ليست سوى بابٍ مُشرّعٍ على مصراعيه لاستنزاف الأموال يتخذ شكل كائنٍ يغطيه فراء ذو لونين؛ أبيض وأسود، وهو كائنُ يبدو عازما بجنون على أن ينقرض.

فضلا عن ذلك، يؤدي وجود دببة الباندا العملاقة إلى تغيير مسار موارد مالية تَمُسُ الحاجة إليها لحماية كائنات أخرى؛ إذ تُخصص هذه الموارد للحفاظ على تلك الحيوانات ذات الفراء، على حساب كائنات أخرى لا تنعم بالمظهر الوادع نفسه الذي تحظى به الباندا ولكنها لا تقل استحقاقا للحماية منها.

فلدى البشر – بشكل أو بآخر- آراء متضاربة وتتسم بالحدة فيما يتعلق بما إن كان يتعين علينا تكبد عناء إنقاذ دببة الباندا العملاقة (آيلوروبِدو ميلونُليكا) أم لا.

الآن، باتت هناك بعض الأدلة الدامغة التي تتصل بما إذا كان الحفاظ على هذا الحيوان هو أمر يستحق العناء بالفعل من عدمه.

Image copyright
Binbin Li

Image caption

الباندا العملاقة في محمية تشان تشينغ الوطنية في الصين.

وبفضل المظهر الوديع الذي حبته الطبيعة لهذه الكائنات، وكذلك بفعل مكانتها باعتبارها رمزا لجهود الحفاظ على الحيوانات في مختلف أنحاء العالم من الانقراض، تحصل دببة الباندا على موارد هائلة من تلك المخصصة لحماية الحيوانات، بما لا يتناسب مع أعدادها أو أهميتها.

وقد أثار ذلك تساؤلا مفاده: هل تستحق حماية الباندا من الانقراض كل ما يُكرس لها من موارد، في ظل وجود الكثير من الكائنات الحية الأخرى التي تحتاج لتلك الموارد بدورها؟

لكن الإجابة ربما تتمثل في القول : “نعم ربما يستحق الأمر ذلك”.

فهناك دراسة جديدة نُشرت في دورية “كونزرفيشن بيولوجي” تفيد بأن لكل الجهود المبذولة لحماية الباندا العملاقة من الانقراض، آثارا إيجابية كذلك على غيرها من الأنواع الحيوية المعرضة لهذا الخطر في الصين.

Image copyright
Binbin LI

Image caption

طائر الدراّج الذهبي في محمية تشان تشينغ الوطنية بإقليم شانشي الصيني.

يقول كبير معدي هذه الدراسة، ويُدعى “بنبين لي” ويعمل باحثا بجامعة ديوك في مدينة دورام بولاية نورث كارولاينا الأمريكية، إن الكثيرين “يشعرون بالقلق من أننا، وفي غمار (مساعينا) لحماية الباندا العملاقة، ربما نكون قد أهملنا كائنات حية أخرى، ولكن الأمر ليس على هذه الشاكلة”.

أما ستيورات بيم، وهو باحث شارك في إعداد الدراسة نفسها ويعمل في جامعة ديوك، فيقول إن حيوانات الباندا “تشكل الرمز الأكثر شهرة للأنواع الحيوية المهددة بالانقراض، لذا يبدو من المنطقي بالنسبة لنا أن نطرح ذاك السؤال العسير للغاية الذي يتعلق بما إذا كانت هناك كائنات حية أخرى تحتمي بمظلة (الحماية) الخاصة بالباندا أم لا”.

ويردف بيم قائلا: “الحقيقة تتمثل في أن هناك الكثير من هذه الكائنات بالفعل”.

Image copyright
Binbin Li

Image caption

إحدى دببة الباندا العملاقة في مركز “بيفْنشيا” لحماية دببة الباندا وتربيتها في الصين.

وبدأ الباحثان لي وبيم جهودهما لإعداد الدراسة بفحص الخرائط التي عكف على رسمها وتجميعها مئات من علماء الطبيعة، وهي خرائط تُظهر مواقع ما يوجد في الصين من برمائيات وطيور وثدييات.

وركز الباحثان على الكائنات المستوطنة، أي تلك التي لا توجد سوى في الصين، ولذا تكون أكثر عرضة للانقراض مقارنة بغيرها من الكائنات المنتشرة في العالم على نطاق واسع.

Image copyright
Binbin Li

Image caption

حيوان التاكِن في محمية وانغ لانغ الطبيعية بإقليم سيشوان الصيني.

واكتشف الباحثان أن تلك الكائنات المستوطنة تتركز في جبال جنوب غربي الصين، خاصة في إقليم سيشوان؛ وهي تحديدا الأماكن نفسها التي تعيش فيها الباندا العملاقة في الوقت الحاضر.

ومن الوجهة الجغرافية، تتداخل المناطق التي تعيش فيها دببة الباندا العملاقة مع 70 في المئة من البقاع التي تعيش فيها طيور الغابات بأنواعها المختلفة، ومع 70 في المئة من مناطق معيشة الحيوانات الثديية التي تحيا في الغابات كذلك، وكذلك مع 31 في المئة من الأراضي المكسوة بالغابات في الصين.

Image copyright
Binbin Li

Image caption

قرد ينتمي لنوع القرد الذهبي أفطس الأنف في جبال كين لينغ بإقليم شانشي الصيني.

وتركز الصين، حكومة وشعبا، على الجهود الرامية للحفاظ على دببة الباندا. ويعتبر “لي” أن ذلك يزيد من سهولة إقامة مناطق وممرات محمية جديدة في المناطق التي تعيش فيها هذه الدببة.

ولإبراز مدى النفوذ والسطوة التي تحظى بها دببة الباندا العملاقة في الوقت الحالي في الصين، يضرب “لي” مثلا يتعلق بمسعى بذلته الحكومة الصينية ذات مرة لمد مقطع من السكك الحديدية في منطقة ما، وهو مقطع كان يمر – حسب الخطط الأصلية الموضوعة في هذا الشأن – عبر منطقة تشكل موئلا فسيح الأرجاء للباندا.

ويروي الباحث قائلا إنه في غضون أسبوعين فحسب من إعلان هذه الخطط، اختارت السلطات المعنية بالغابات في الصين موقعيّن في هذه المنطقة خصصتهما لإقامة محميتين طبيعيتين، مما أجبر سلطات السكك الحديدية على اختيار طريق أخر تمد فيه القضبان.

Image copyright
Binbin Li

Image caption

قرد مكاك التبت في محمية تانغ جي الطبيعية في إقليم سيشون الصيني.

ورغم الطابع الإيجابي الذي اتسمت به غالبية نتائج الدراسة؛ فقد حدد معدوها كذلك ما وصفوه بـ”الأنواع الحيوية الضائعة”، وهي الحيوانات التي تعيش في مناطق مغايرة لتلك التي خُصصت لحماية الباندا والحفاظ عليها.

وبدا بصفة خاصة أن البرمائيات تعاني من التجاهل عندما يتعلق الأمر بخطط الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية، وذلك بفعل إيلاء اهتمام أكبر لأنواع الثدييات والطيور في هذا الصدد.

ويعتبر بيم أن هناك بعض الفرص السانحة بوضوح “لتشجيع حكومات الأقاليم الصينية وكذلك الحكومة المركزية في البلاد على حماية مناطق أخرى” تعيش فيها كائنات حية غير الباندا.

أما بِن كولِن، الباحث في كلية لندن الجامعية بالمملكة المتحدة، فيرى أن حقيقة وجود الكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية الأخرى في المناطق المحمية المخصصة للباندا يشكل إضافة حقيقية لجهود الحفاظ على هذه الأنواع.

ويستطرد بالقول: “لا أحد تعمد ذلك. لقد حصلنا عليه بالمجان”.

وأبدى كولِن موافقته على ما استخلصته الدراسة من أن ثمة إمكانية في أن يؤدي التركيز على الحفاظ على نوع واحد من أنواع الكائنات الحية مثل الباندا العملاقة إلى حماية الكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية الأخرى في الوقت ذاته.

ويوضح كولِن رؤيته في هذا الشأن قائلا إن علماء الأحياء المعنيين بالحفاظ على الكائنات الحية وحمايتها من الانقراض “يهوون البحث عن طرق مختصرة تكشف عن الكيفية (التي يمكن لنا من خلالها) حماية التنوع البيولوجي بأقل تكلفة ممكنة”.

يمكنك قراءة

الموضوع الأصلي على موقع

BBC Earth.

شاهد أيضاً

تسريبات هاتف الطي Mate X2

تشغل أخبار هاتف هواوي القابل للطي المنتظر العديد من صفحات ومواقع الإنترنت المهتمة بالتقنيات الحديثة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x
تطبيق اونلاين تهامة القنفذة
تهامة القنفذة
حمل التطبيق من المتجر الان

الآراء  بدعم المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع