أحدث الأخبار
الرئيسية / نمط الحياة / هل يصل أصحاب الشخصيات "القاسية" إلى قمة النجاح؟

هل يصل أصحاب الشخصيات "القاسية" إلى قمة النجاح؟

Image copyright
Thinkstock

هل تساعدك شخصيتك القاسية حقا في الوصول إلى القمة في عملك؟ الحقيقة ربما تكون أكثر تعقيدا مما تتصور، كما يوضح لنا الصحفي العلمي في بي بي سي، ديفيد روبسون.

عندما نفكر في النجاح، نستدعي في الغالب صور شخصيات تتسم بالقسوة، مثل شخصية دون درابر في فيلم “رجال مجانين”، وغوردون جيكو في فيلم “وول ستريت”، وميراندا بريستلي في فيلم “الشيطان يرتدي برادا”، وهي شخصيات تدوس بأقدامها مشاعر الآخرين في طريق سعيها لتحقيق الشهرة والثروة.

ليس من الصعب أن تتخيل كيف يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص أن يحققوا الكسب في عالم تسيطر عليه المنافسة الشديدة. لكن مع ذلك، هناك أكثر من طريقة واحدة تجعلك تبدو شخصا سيئا في أعين الناس.

وقد أوضح خبراء في علم النفس لـ “بي بي سي فيوتشر” في وقت سابق من العام الماضي، أنهم تمكنوا من تحديد ثلاث سمات شخصية يمكن أن تصف الأشخاص الأكثر قسوة وصرامة.

فهؤلاء الأشخاص إما لديهم ميكافيلية: فيميلون إلى استغلال الآخرين بشكل ساخر، أو نرجسية: فيدور تفكيرهم حول أنفسهم فقط، أو يعانون من اضطراب نفسي: فيتصفون بالاندفاع الذي ينطوي على مخاطر عديدة، بجانب سمة القسوة.

وأحيانا يجتمع هذا “الثالوث المظلم” في شخص واحد، وأحيانا أخرى تجد صفة واحدة من تلك الصفات متجسدة بدرجة كبيرة في شخص ما دون غيرها من الصفات.

وبالتالي، إذا أردت أن تحرز تقدما في عملك، فهل يهم من أي نوع أنت من بين هؤلاء الأشخاص شديدي القسوة؟

أشارت أدلة سابقة إلى أن الاضطراب النفسي يعد السمة الأكثر شيوعا بين كبار المديرين التنفيذيين، مقارنة بالأشخاص العاديين.

وكانت الفكرة تكمن في أن السلوك الذي تغلب عليه صفات الهدوء، والقسوة، والمجازفة أحيانا، قد يكون مطلوبا في بعض الأوقات داخل مكاتب العمل. لكن لم يكن من الواضح كيف كانت سلوكيات أصحاب السمات “المظلمة” الأخرى في أماكن العمل.

وقد حاول مؤخرا دانيل سبورك، الأستاذ بجامعة بيرن في سويسرا الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال دراسة موسعة يقارن فيها بين هذه السمات الثلاث لدى 800 موظف ألماني يعملون في كل مجالات العمل تقريبا.

وباستخدام استبيان وضعه سبورك على الإنترنت، طُلب من الموظفين إعطاء نسب مئوية لعدد من الجمل والتعبيرات (التي يستخدمونها في مكاتب العمل)، مثل “ينقصني الشعور بالندم”، أو “أحب أن يولي الآخرون اهتماما خاصا بي”. كما اختبرهم سبورك في مسائل تتعلق بمسيراتهم المهنية حتى وقت الاختبار.

وكانت النتائج التي نشرها سبورك في دورية “علوم الشخصية وعلم النفس” مدهشة حقا. فعلى الرغم من النتائج السابقة المتعلقة بهؤلاء الذين يعانون من الاضطراب النفسي، وجد سبورك أن هؤلاء الأشخاص كان أداؤهم أسوأ فيما يتعلق بالمعايير التي وضعها للنجاح.

فقد كانوا يكسبون أموالا أقل من أقرانهم، وكانوا يميلون إلى أن يتولون مناصب أقل في السلم الوظيفي. وكما يمكنك أن تتوقع، بالنظر إلى تلك النتائج أيضا، فقد كانوا أقل رضا بأوضاعهم في أماكن العمل.

ويعتقد سبورك أن سبب ذلك ربما يعود إلى سلوكهم العدواني، وميلهم للمجازفة، ويقول: “المضطربون نفسيا يكونون في الواقع أشخاصا متسرعين، ولديهم مشكلات حقيقية في التحكم في السلوك.”

وعلى الرغم من أن رغبتهم في الإقدام على المخاطر يمكن أن تكون أمرا محمودا في بعض المجالات، إلا أن اندفاعهم قد يعني أنهم أقل إنتاجا، على المدى البعيد، وأنهم يهربون من مهام العمل وفقا لحالتهم المزاجية.

ويعتقد سبورك أن العامل الرئيسي في هذا الإطار ربما يعود إلى ذكائهم: فالشخص المضطرب نفسيا ويتمتع بقدر أكبر من الذكاء قد يكون قادرا على ضبط درجة تلك التجاوزات التي تصدر منه بحق الآخرين، ما يسمح له بالإفلات بها على المدى البعيد.

 

من ناحية أخرى، كانت سمة الميكافيلية أكثر ارتباطا بالنجاح: فالأشخاص الذي يتصفون بهذه الميول الاستغلالية؛ يميلون بالفعل إلى الترقي إلى مواقع قيادية في أماكن العمل.

لكن الأشخاص الذين يتصفون بالنرجسية كانوا يجنون أكبر قدر من المال مقارنة بغيرهم. وربما يعود ذلك إلى أن شعورهم بتقدير الذات يجعلهم مفاوضين أكثر نجاحا، ويساعدهم على تحقيق مكاسب أكثر.

ويقول سبورك: “الأشخاص الذين يتسمون بقدر كبير من النرجسية يجيدون الإدارة من خلال الانطباعات، وبالتالي يمكنهم أن يقنعوا زملائهم أو مشرفيهم في العمل بأنهم يستحقون مميزات خاصة.”

لكن رغم ذلك، يعتقد سبورك أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يخسروا من عدة أوجه أخرى، وخاصة من الناحية الاجتماعية، ويضيف: “على الرغم من أن الناس الذين لا يعرفونهم جيدا قد يعتقدون أنهم يتمتعون بشخصية قوية، إلا أنه على المدى البعيد والمتوسط قد تكون هناك مواقف يصبح فيها الناس غير معجبين بسلوكيات هؤلاء الأشخاص.”

وإذا لم يكن ذلك كافيا لإقناعك عزيزي القارئ، فهناك الآن العديد من الدلائل التي تظهر أن الرفق قد لا يكسبك المال، لكنه يعود عليك بفوائد أخرى كثيرة: فالأشخاص الأكثر كرما وأمانة يميلون إلى أن يصبحوا أكثر سعادة في حياتهم، والأكثر من ذلك أنهم يتمتعون بصحة جسدية أفضل.

شاهد أيضاً

«الصحة والغذاء» تنبه حول استخدام قطرات العين

إحسان علام : دعت هيئة الصحة والغذاء، اليوم الخميس، إلى ضرورة التأكد من اتباع إرشادات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x
تطبيق اونلاين تهامة القنفذة
تهامة القنفذة
حمل التطبيق من المتجر الان

الآراء  بدعم المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع