أحدث الأخبار
الرئيسية / المقالات / الحقيقة المؤلمة

الحقيقة المؤلمة

محمد الزحيمي:


تعالت الاصوات وجيشت الجيوش من أجل المطالبة باعادة الثوب التاريخي للمعلم ثوب الهيبة واﻹحترام …..
وما الحراك على الساحة التعليمية هذه الايام الذي يحمل لواءه المجالس الإستشارية بمكاتب التعليم إلا الدليل الأنصع على ضعف الطالب والمطلوب ، وحالة الإفلاس الفكرية والتربوية التي وصلنا إليها. …
باد ذي بدء وقبل التطرق إلى محور موضوعنا وهو المعلم الذي شرفني الله بحمل اسمه …
ساتطرق إلى حقائق قد تكون مؤلمة أرى أن التطرق لها هو مفتاح الحل،
حقائق توصيفية لواقعنا العام وأخرى توصف سيكلوجيا التعليم الخاصة بمحافظتنا. …
دأبت وزارة التربية او وزارة التعليم (سمها ماشئت ) على سياسة اللهاية، … نعم ذلك ما أقصده تلك القطعة البلاستيكة التي تعطى للطفل لإسكاته.
تارة تسميها مجلس الخبراء ، وتارة مجالس استشارية ، وتارة المحكمون التربويين ، والله أعلم ماذا غدا. ..
كلما جاء وزير أغلق بابه اشهرا ثم خرج لنا بالحل السحري اللهاية ،
مزيد من الصلاحيات المزعومة للمدراء. .. اتواصو به؟
من اشهر مضت ، عين العيسى وزيرا للمعارف. … دخل السرداب المزعوم
لا يخالط الناس ولا يخالطونه يتواصل معنا عن طريق الاوصياء تويتر وأخواتها ، ونحن ننتظر في غمة ندعوا له ليل نهار بأن يعجل الله في فرجه. …
ثم يخرج إلينا وزير الزمان بللهاية أعطيت هذه المرة مسمى (صلاحيات أوسع ). …
بالامس بحثت عن صلاحيات الوزراء في أمريكا واليابان وبعض البلدان ووجدت أن صلاحياتهم لاتتجاوز في أغلب الوزارات العشرين عددا…
بينما صلاحيات مدير المدرسة نيف وستون صلاحية ليس من ضمنها تقديم أو تأخير الدوام دقيقة او حتى تغيير باب في حجرة. …..
هذا العام عندما خرج المسردب بعد انتظار ثلاثة أشهر زاد في صلاحيات المدراء بأن وهبهم أحقية تسمية المرافق بالمدرسة. …والمرافق هنا يقصد بها كل الحجر اللوجستية في المبنى كا المقصف والمسرح والصالة الرياضية وغرفة الحارس وأماكن الوضوء وما في حكمها ، يعني الوزير يقول لو عندك معلم متميز فمن حقك ان تسمي أحد ملحقات أماكن الوضوء باسمه! !!!
والحق يقال أن الوزارة أدركت الحالة الفاكوشية لدى المدراء بصفة عامة وفي محافظتنا على وجه الخصوص. .
والفاكوش مرض نفسي ظهر في اليابان بين فئة المدراء يؤدي إلى الاكتئاب ومن ثم الانتحار نتيجة خوف المدير من فقد الإدارة او التقاعد. …
ولا احتاج إلى إجراء الكشوفات الطبية لاثبت أن المدراء في محافظتنا مصابين بالفاكوشي بكل فئاتهم بداء بأعلى الهرم إلى مدير المدرسة مرورا ببقية الدوائر الحكومية ووصولا إلى مدير البساس في مزرعتنا. …
فقد أصبت بهذا المرض ذات مرة عندما استقلت من عملي كمدير للثانوية وبلغة أكثر شفافية عندما أجبرت مرغما على تقديم إستقالتي من العمل الإداري. …
وبالعودت إلى المجالس الإستشارية موضة الوزارة الجديدة، أقول والحق اقول لو طلب مني أحدهم بعد تقاعدي الانظمام إلى هذه المجالس فساطلب الشرطة له فورا. ..لأنه يتهمني بالجنون. ….أفبعدما قضيت جل عمري مديرا وبيدي كل الأدوات وعجزت أن أحدث تغير تأتيني بعد غروب الشمس لتطلب مني وضع الخيط في سم الخياط.
أعوذ بالله من نفس لاتشبع ومن عقل لايقنع. …
متى نقول كفى. ..اكتفينا. ..قدمنا كل ماعندنا. …دعوا المجال لغيرنا من الشباب الطموح فقد ادينا رسالتنا. .
أم لا نعترف بغير القبر تقاعد. ….
أي خبرات تتحدث عنها مكاتب التعليم
إذا كانت وزارتنا بحد ذاتها عمرها 63 سنة ، ممايعني أن النسر الأفريقي أكبر منها بسبع سنوات!
أي خبرات تتحدثون عنها ألا تعلمون أن التربية عملية تراكمية تفاعلية تطويرية تحتاج ألى النييرين من الشباب المتحمسين. …الا تعلمون أن الخبرات لا تتناقل في التبادل المعرفي الإنساني لكنها توظف لتوجيه هذا الإنتقال فقط. ..
ألاتعلمون ان النقل المجرد للخبرات هو الكارثة بعينها وأنه يكون السبب في نقل الخبرات السلبية. …
عندما أراد الله أن يعلمنا ذلك ذكر لنا قصة بني إسرائيل وذلك الجيل الذي خرج مع موسى عليه السلام. ..كان جيل بخبرات عبودية وسخرة. ..
ولم يستطيعوا أو يستوعبوا متطلبات الرسالة الجديدة التي جاء بها نبي الله موسى. .فرففضوا دخول فلسطين ،علمنا الله أنه يجب تغير الجيل كامل ..جيل لايحمل تلك الخبرات السالبة. .أحتاج الأمر أربعين سنة لأحدث تغير سلوكي تربوي في بني إسرائيل. .ثم تحقق الهدف. ….
ربما أكون اسردت في التوصيف للحالة التي نعيشها في واقعنا التعليمي لكنه سرد من أجل التوطين لمحورنا الاساسي. ..المعلم
ليس للمعلم هيبة حتى يفقدها ،فالهيبة للحكومات والقادة وليس لمعلم أو مدير
أما المعلم فله الإجلال والاحترام ،وتلك صفتين لم تدرج على شهادته يوم تخرجه. ..لكنه أخذ يوم تقلد اسم معلم الأدوات الكفيلة بتحقيق تلك الصفتين له. ..
مشكلتنا اليوم والسبب الحقيقي لتوسع تلك الهوة بين المعلم والطالب وفقدان الثقة بالنفس من قبل المعلم مرده للمعلم نفسه. …
فالمعلم فقد الثقة بنفسه ومن ثم فقدها فيه طلابه ومجتمعه ، يوم أن تخلى طواعيتا عن ثوب الإحترام والإجلال لأجل إشباع رغباته. …
وفي هذه الجزائية فإنني أتحدث عن قلة قليلة من المعلمين لايمثلون إلا أنفسهم وماهم بمعيار لنا كمعلمين ولهذه الفئة اقول. .
أي احترام تتحدثون عنه وانتم كتفا بكتف مع طلابكم بالمقاهي حتى ساعات الفجر. ….؟؟
أي احترام تطالبون به وانتم تتراقصون في مناسبات الزواج أمام طلابكم حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود . .؟؟
إن الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية هم في سن مراهقة يبحثون عن القدوة بطبيعتهم ، وأقرب شخص لديهم يلتمسونها عنده هو معلمهم ،فإذا لم يجدوها عنده. …انفرط عقد الثقة وتساقطت منه فصوص الإحترام والإجلال والتقدير وأصبحت المدرسة مسرحا كبيرا. ..يعاد كل يوم فيه عرض مسرحية مدرسة المشاغبين. …
المعلم يمثل للطالب الكمال. … يراه هرما عظيما… يتحسس اجزاءه وكل تفاصيله. … وينهار هذا الهرم عند الأخذ منه أو الزيادة عليه . . .
وصف كارلاتي الرسام الإيطالي الجمال بأنه مجموع الأجزاء تعمل معا بطريقة معينة فلا تحتاج شيئ يضاف إليها أو يؤخذ منها أويستبدل…..
اولته يصف المعلم. ..

شاهد أيضاً

المرشد يطالب وزارة التعليم ب 4 ايام حضوري ويوم عن بعد

قال الكاتب عبد الرحمن المرشد أن الدراسة هذا العام تعتبر الأطول في تاريخ التعليم لدينا، …

2 تعليقان

  1. مقال رائع وحقائق بالفعل موجودة

  2. شكرا لكم ع المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x
تطبيق اونلاين تهامة القنفذة
تهامة القنفذة
حمل التطبيق من المتجر الان

الآراء  بدعم المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع