أحدث الأخبار
الرئيسية / المقالات / فلسفة التغيير!

فلسفة التغيير!

د. عبد العزيز حسين الصويغ:
كان شعار التغيير هو الشعار الرئيس في حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأولى التي خاضها عام 2008 وفاز بها، وكانت تقول: “تغيير يمكننا أن نؤمن به”، وهو شعار رفعه خلال الحملة ضد منافسيه من الحزب الجمهوري ومنافسيه داخل حزبه الديمقراطي، الذين كان على رأسهم السيّدة هيلاري كلينتون. وأكد بعد فوزه على أن “التغيير” هو الطريق الذي سيسلكه في فترة رئاسته. وقال أوباما في أول خطاب له كرئيس منتخب أمام عشرات الآلاف من أنصاره المحتشدين في حديقة غرانت بارك الضخمة في شيكاغو “احتجنا وقتًا ولكن هذا بفضل ما فعلناه اليوم وأثناء هذه الانتخابات أتى التغيير في الولايات المتحدة”.
***
نفس هذا الشعار كان عنوان حملة أوباما الانتخابية لتجديد كرسيه الرئاسي في عام 2012، لكنه اختار كلمة واحدة هي «Forward» يما يعني “إلى الأمام”.. فصوَّر نفسه كقلب هجوم في فريقه الانتخابي يلعب كي ينتزع النصر، ويسجل الفوز على منافسه الجمهوري رومني. فهذا الشعار هو نفس شعار نادى أرسنال الإنجليزى المعروف باسم المدفعجية الذي وضعه النادي بمناسبة مرور 125 عامًا على إنشائه وهو يعنى «Play To Win» العب لتفوز. وقد فسّرها القائمون على حملة الرئيس أوباما بأنها تعني النظرة للأمام، أي أن أوباما يريد أن يكمل مهمته فى إتمام مهمة التغيير التي وعد بها في انتخابات عام 2008، وإكمال مسيرة تنمية الاقتصاد الأمريكى.
***
التغيير إذن ليس شيئًا يقتصر على المجتمعات الأقل نموًّا، بل هو هدف كافة دول العالم التي تسعى لتحقيق مكان متميز بين الأمم؛ لذا فإن من يجد في هذه الكلمة ومخرجاتها حرجًا، أو يُفسِّرها بأنها تعني الاعتراف بالقصور يُحمِّل الكلمة أكثر ممّا ينبغي أن تكون عليه. لكنه الخوف الذي يُحمل الكلمة والفعل كثيرًا من الهواجس التي تنطلق من الخشية من الجديد، إذ يصل الخوف من التغيير إلى مرحلة الإدمان التي تقارب في رأينا إدمان متعاطي المخدرات، وعدم تقبّلهم للعلاج مهما كان فيه الشفاء لمحنتهم.
***
وهكذا فإن التغيير لا يمكن أن يتم إلاّ إذا بدأ من داخل الفرد أولاً. يقول الدكتور علي مدكور: “إن التغيُّر الاجتماعي إنما يبدأ من الداخل، أي من النفس، وذلك بتغيير الأنماط العقائدية، والمعيارية، والقيميّة، والفكرية للإنسان؛ فإذا ما تغيّر ذلك، فإنه ينعكس على السلوك الخارجي للفرد والمجتمع على السواء”، ويؤكد د. محمد بن أحمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السعودي السابق -رحمه الله- هذا المعنى بقوله: “التغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ أمرٌ يقع في نطاق البشر، وعليهم تقع مسؤولية اختيار أحد النجدين: نجد الهُدى والخير والصلاح، أو نجد الضلال والشر والإفساد”.
* نافذة صغيرة:
يقول الله تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).. (سورة الرعد الآية: 11).

شاهد أيضاً

المرشد يطالب وزارة التعليم ب 4 ايام حضوري ويوم عن بعد

قال الكاتب عبد الرحمن المرشد أن الدراسة هذا العام تعتبر الأطول في تاريخ التعليم لدينا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x
تطبيق اونلاين تهامة القنفذة
تهامة القنفذة
حمل التطبيق من المتجر الان

الآراء  بدعم المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع