أحدث الأخبار
الرئيسية / المقالات / رسالة إلى الوالي ..

رسالة إلى الوالي ..

محمد الزحيمي :
مِن مواطن يُشبه كُلَ أهالي محافظة القنفذة في بساطتِهم …في رضائهم وقناعتِهم …
أدمٌ البشرة في لونِ الطين الذي أصبح رِمالاً في وديانها في سخاءِ بحرها وشطآنها. ..ثابتُ العزيمة والولاء في ثباتِ جبالها .
إلى من أكرمه الله بإمارة أطهر البقاع وأوجب له علينا الطاعة وقذف له في قلوبِ الناس المحبة والإعجاب .
سلامٌ عليك مِن الله يحمل الرحمة في ثناياه والبركة في طياته.
حين تُجدب الأرض ويَهلَك الحرث ويوشِك أن يقع البلاء يَرفع الناسُ أيديهُم إلى السماءِ وهم موقينين بأن ربهم الرحيم لن يأخُذهم بما اجترحوا من الظلم والسيئات . وماهي إلا أيام معدودات , وتُزمجر السماء وتَحتمِل الأودية بالخيرِ والرحمة لكل ما على ظهرها من الأنام .
أما حين يظهر الفسادُ في البرِ والبحرِ بما جلبت علينا أيدي الفساد والمحسوبية وألا مبالاة فإنه لا مناص من الجهر بالسوء من القول الذي أذن الله لنا به حين وقوع الظلم .
أشياء وأشياء تجعلُني أجهر بالقول بعد استشراء أعوان الظُلم من محسوبية وإهمال وتقاعُس وألا مبالاة , ومبدأ نفسي نفسي الذي انتهجهُ أكثرُ من وضِعتْ على أعتاقِهِم أمانةُ مصالِحَ الأنام ز
فحين أجدُ المسؤولين بمحافظتنا هم من سِلالة خوفو وخفرع ومنقرع الفِرعونية الذين كل همِّهم الحفاظ على مناصِبهم وكراسيّهم حتى بعد الممات . فلا يكادون يُباشرون تكاليفَهم حتى يشرَعون ومَن حولَهُم من المُتزلِفينَ في تشييد الأهرامات حول أنفسهم وكراسيّهم. ..أهرامات تحميهم حتى من أنفاسنا الملوثة.
وجب الجهرُ بالقول :
حين أجد أهلنا في هذه المحافظة يدفعون فاتورة كهرباء أضعاف ما يدفعهُ أهل المدن والمناطق الأُخرى في نفس كمية الاستهلاك فلابُدَ أن أجهر بالقول. …
مِن غيرِ المقبول أن يتحمل أهلونا الضُعفاء في محافظتنا ثمن فساد الآخرين.
من غير المقبول أن تعهد الشركة لمُتعهد يقوم بتركيب عدادات منزلية عند الشكوى والكشف عليها يتبين عدم دِقتها أما لكونها غير مُقايسة أو غير خاضعة لهيئة المواصفات والمقاييس ولا تحمل شعار الهئية. مما يجعل عملها استنزاف جيوب الفقراء والمساكين لتواري سوأة الشركة . من غير المقبول أن تبيع الشركة عدادات للمساكين ثم في أول تأخير سداد تقوم بخلعها ومصادرتها بعد أن باعتها وقبضة قيمتها أضعاف مسبقة . لا تبرير لهذا التعسف في أي شرع أو قانون .
من غير المقبول أن تروضنا شركة الكهرباء بالشرائح الاستهلاكية بحجة الحد من الإسراف والحد من خسائر الشركة ثم يُشرع سادتها لأنفسهم الأنظمة والبرامج التي تُتيح لهم الاستحواذ على ملايين الريالات . وما برنامج المواءمة الذي ابتكره المهندس عمرو بن لُحي في الجاهلية تحت مُسمى النسئ إلا زيادة في الفساد . والذي استنزفت تحت مظلتِه شركة الكهرباء جيوب المواطنين سنين عددا .
حين تُسحب من أوديتنا ملايين الأطنان المكعبة من المياه وتُسحّر أوديتنا مصدرُ رِزق أجيال وأجيال مضت ونِصف الأجيال المُعاصرة وتنضب آبارُنا وتغزٌنا مُلوحة البحار حتى تُلامِس أساسات دُورِنا .
فلابد من الجهر بالقول .
من غير المقبول أن نتفهم سياسة الدولة الاستراتيجية في توفير المياه للمدن الرئيسية ونضحي من أجل ذلك بأوديتنا . ثم نشربُ نحن الماء ركدًا وطينا من آبار غير صالحة للشُرب , ومع كل جرعة ماء فإننا نُدخِل الأوبئة إلى أجوافِنا وأجواف أبنائنا . فإن 80% من مياه شُربِنا مُلوثة بالتهاب الكبد الوبائي A وفق تقرير المختبر الإقليمي بمنطقتنا .
من غير المقبول أن يتم وقف شبكة مياه القنفذة المدينة لاختلاطها بمياه المجاري . بعد أن اهترأت وأصبحت أكواما من الصدأ .
ثم تُهدر الشؤون الصحية الأموال العامة على أُكذوبة اسمُها المدينة الصحية… لا شيء يدلُ عليها إلا ما ينعم به المسؤولين في هذا المشروع من الشاليهات والفنادق وتذاكر السياحة المجانية .
من غير المقبول أن يوقع عقد ويُدرج في ميزانية منذ ثلاث سنوات مضت لتمديد شبكة صرف صحي بمدينة القوز ربما نفذت في الأدراج المعتمة .
حين يبيع بعض المواطنين ضميره ليتكسب به بضع دوانق معدودات ويجعل التستر مهنته وتغيب وزارة التجارة والرقابة ، فلابد من الجهر بالقول .
من غير المعقول أن يصبح شرذمة من الوافدين المتسترين تحت مظلة كفلاء سعوديين ، هم من يتحكم في قُوتِنا وقوت أبنائنا من الخبز إلى الرز إلى حليب أطفالنا ودوائنا .
من غير المقبول أن تكون محافظة يسكنها أكثر من 600 ألف نسمة لا ناقة ولا جمل لوزارة التجارة فيها .
من غير المقبول أن تفتح وزارة التجارة فرعاً فقط عمله تجديد الاشتراكات والسجلات التجارية من باب الوفاء بالوعد للناخبين من التجار الذين يُعدون على الأصابع ويُترك مئات الآلاف من المساكين والأُميّين لقمة سائغة لتجار البشر.
من غير المقبول أن تكون وزارة التجارة في دولة بحجم المملكة يقتصر دورها في محافظتنا على تجديد السجلات التجارية .
من غير المقبول أن تسن الشركات قوانينها دون تقيُّد بحقوق المواطن الغلبان الذي زُجَّ به في تشريعات لا يستطيع أن يقرأها حتى القراءة والتي تجعل منها الشركات سيفا في جِرابها تسله على المواطن متى شاءت .
حين ندفع رسوم هواتفنا الثابتة والنقالة سواء بسواء مع بقية إخواننا في هذه البلاد ثم نجد شركات الاتصالات تمن علينا مناً فلابد من الجهر بالقول .
من غير المقبول أن تستبدل شركة الاتصالات كبائن النت (DSL ) الخارجة عن الخدمة في الرياض والمدن الكبرى وتقوم بتركيبها لنا في هذه المحافظة .
أولم تُنبأ شركات الاتصالات بأننا جميعا ندفع بنفس العملة أم يدفع الآخرون بالدولار !!!
ما تفعله شركات الاتصالات يُعد احتيالا بكل أركانه.
من غير المقبول أن نكون في القرن الحادي والعشرين وفي أغنى بلد ثم نتوسل الاتصال من على أسطح المباني نتيجة تركيب شركات الاتصالات لشفرات متهارئة أو مستخدمة جُلبت من مدن أخرى أو بعد أن صبحت استوك في بلدان أُخرى .
حين تقف في طابور طويل وتأخذ الرقم 100 من أجل الحصول على وصفة لدواء سعال لابنك المريض يكتبها الطبيب الوحيد بمستشفى كلف الدولة عشرات الملايين فلابد من الجهر بالقول .
من غير المقبول ومن غير المعقول أن يكون طبيب لكل ثمانية آلاف مواطن من سكان ثلاثة مراكز هي القوز وحلي وكنانة ،ويكون هم الشؤون الصحية الفلاشات وتوقيع مفاتيح النهب المشرعنة من عقود الشراكات وشهادات التميز والتقدير. ..
مات أسلافنا ومن بعدهم أباؤنا وهم يحلمون بمستشفى يتطببون فيه , يخفف آلامهم ويقصّر مسافات المُعاناة الطويلة في رحلتهم في البحث عن العلاج .
ومن غير المقبول أن يموت أحفادُنا بذات الحلم .
إن العِلة لا تكمُن في الإنفاق من لدُن حكومتنا ولا في قِلة الأموال .
العلة كل العلة تكمن في ذلك الداء …(المحسوبية والفساد) .
من غير المقبول أن تشرع شؤوننا الصحية في مشروع إحلال لمستشفى لم يعد يصلح إلا متحفاً . فهو مشروع رفضه كل صاحب ضمير يؤمِن بيوم الحساب , لكن الفساد والمحسوبية انتدبت لهذا الإحلال أعتى الرجال.
لقد حموا أنفسهم بأنظمة أُعِدتْ خصيصا لحماية المتقاعسين والذين كل همهم البقاء في الكراسي والنهب من خِزاناتٍ ليس لها أبواب .
لقد تحولت تهمة التقاعس والفساد في هذه البلاد إلى جريمة زنا من المحال إثباتها حتى لمن سرق باسم الجان .
إن التقاعس أشدُ إيلاماً من الفساد… واعتلاء أُمور الناس بالمحسوبية أكثر فتكاً من الحُسام .
إن إفرازات المحسوبية والتقاعس والفساد لا تخفى على أحد , الناسُ سراً يتهامسون لكنهم خائفون حائرون
من الصدع بالحقيقة يرتجفون . بعد أن أرهبهُم المسؤولين بعبارة. أما أن تُثبِتَ أو السجنُ لك مقام .
كُنا نعتقد بأن للأجهزة الرقابية أعيُن أكبرُ من أعيُنِنا وآذان تسمع دبيب النمل ونقول غدا يُحاسبوا وإنه يُمهِل ولا يُهمِل . ولكن مرّت أيامٌ وأيام وشهور وسنين ونحن نتربص بالفاسدين إحدى الحسنين لنا ، إما الإمساك بهم أو ريب المنون .
وإذا من ترقبنا حولهم إذ هم في المناصب يتصعدوّن..
اليوم نحن على أعتاب مرحلة بناء جديد وفق رؤية طموحة قامت على دراسات مستوفية ولها أهداف عظيمة إذا ما حققت فإننا سنصبح بعون الله تعالى ممن يُشار إليهم بالبنان .
ولضمان المُضيّ قُدماً نحو هذا النجاح وجب القضاء على المحسوبية شجرة الفساد المُغدقة بشيء من الشفافية والرقابة الفعلية على منجزات الوطن والعمل على إراحة المسؤولين والمدراء من ذرية خوفو وخفرع ومن قرع. …
والسماح للشباب الطموح المُسلح بالخبرات والكفاءة العلمية من جيل مواكبة الرؤية بتقدم الصفوف الإدارية في نسق من الكفاءة المهنية والمفاضلة المشروعة الشفافة. ..
وكم نحن بحاجة إلى نظام ورقابة إدارية تجعل المسؤول يفر من أمه وأبيه وصحابه وأخيه وحاشيته التي تؤويه .

شاهد أيضاً

المرشد يطالب وزارة التعليم ب 4 ايام حضوري ويوم عن بعد

قال الكاتب عبد الرحمن المرشد أن الدراسة هذا العام تعتبر الأطول في تاريخ التعليم لدينا، …

6 تعليقات

  1. كلام معبر عن كل ساكن بالمحافظة

  2. جزاك الله خير كلام واقعي

  3. أحسنت وكثر الله من امثالك

    بارك الله فيك يأمن سلط قلمه لخدمة محافظتي

  4. أصبت اهداف لكلامك واقعي ولكن من سيوفهم

  5. لا فض فوك شي ملموس ولكن شجاعتك ابدت المستور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x
تطبيق اونلاين تهامة القنفذة
تهامة القنفذة
حمل التطبيق من المتجر الان

الآراء  بدعم المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع