سامي أبودش
لاشك أن الخلع يعتبر حق شبه مشروع للمرأة إن كانت هي على حق ، لتطلب الخلع من زوجها وذلك تبعا لعدة إجراءات ومعايير وكذلك لعدة شروط وأسباب وحجج قوية قد يتم قبولها من قبل أي قاضي ليقوم في نهاية الأمر بتلبية وتنفيذ مطلبها كـ حفظا لحقوقها واحتراما لرغبتها وكاسترداد لكرامتها ، كما يعتبر الخلع انتصارا عارما وحزما ناسفا وكذلك إهانة قوية وصفعة مدوية للزوج المسمى بـ الرجل الخلع ، ولهذا .. فالنساء يرفضن الإرتباط بتاتا بالمخلوعين ، إذ باتوا رجالا بغير مرغوب فيهم ، وفي المقابل .. نجد أن المرأة المطلقة قد يسلب حقها أو يضيع أو يأكل وخاصة إن كان من قبل ولي أمرها كالأب أو الأخ أو العم .. الخ ، (وفي هذا ظلم وإجحاف بحقها) ، فالمرأة في كلى الحالتين لم تلجأ إلى خلع زوجها أو طلبها للطلاق إلا لما عانته وتجرعته من عناء وقهر وقسوة وألم وظلم وسوء تعامل وعشرة مليئة بالشكوك والمشاكل وبالإهانة والبطش .. الخ ، وربما قد يكون العكس كذلك بأن تكون المطلقة لم تجيد في بادئ الأمر حسن التعامل والعشرة مع الزوج .. الخ الكثير والكثير من الأسباب الأخرى والمؤدية إلى طلاقها وحتى لا نحمل اللوم فقط على الزوج ، فقد يكونا سببا إلى ما قد وصلوا إليه من عدم اتفاق تام بينهما ، وعليه .. سيبقى الرجل الخلع مخلوعا متجردا من كل معاني العشرة والمودة والرحمة وحسن التعامل مع أي زوجة إلا ما شاء الله فيهم وهم الأقلية ممن يتم خلهم من دون أي سبب واضح أو مبرر مقنع أدى إلى خلعه ، وأيضا .. فستبقى المرأة المطلقة مطلقة وتحت نظرة مجتمع لها أن يعبر بعدم الرحمة والعطف وكذلك بعدم تقبلها بشكل عام لتكون شبه معيوبة أو منقوصة رغم أنها قد تكون بعكس نظرتهم لها ، وفي الختام .. علينا أولا وأخيرا تقبل كلى الحالتين بشكل مفهوم وأن كل منهما على حده له أسبابه وظروفه ومبرراته ، كما أن علينا مراعاة تلك الحالات بشكل إنساني وعقلي قبل أن تكون بشكل مجتمعي متحفظ أو قبلي متحجر لا يحسن التفريق أو التعامل مع كلى الحالتين إلا بحسب بيئته وأجوائه المحيطة به لا بحسب ما يمليه عليه دينه أولا ثم عقله وضميره .